"عائشة"


   في طريقي الى البيت لمحت امرأة بائسة حزينة,شاحبة الوجه . لا تستر عورتها غير أسمال بالية. تضم الى صدرها طفلا صغيرا , عليلا وضعيفا لا يكاد يملا حضنها متكئة على عمود كهرباء .تمد يدها الى المارة في ذل تام . قرب قدميها يجلس ابنها البكر الذي ليس باحسن حالا من اخيه , ينتعل حذاء اكل عليه الدهر و شرب , لا يخفي من قدميه اكثر مما يظهر; وهو يعالج شوكة وخزته في باطن قدمه . بعد ذلك تبينت بعد سؤال احد المارين - من ذلك المكان -  عن سبب وصولها الى هذه الوضعية المزرية ; انها كانت تعيش وزوجها في كفاف , بيد ان هذا الاخير اصيب بمرض مفاجئ جراء تراكم الديون عليه فصار طريح الفراش الى ان وافته المنية وكاهله مثقل بالديون .لكن هذه المراة بذلت الغالي والنفيس من اجل اراحة زوجها من ديونه فرميت اجل هذا بين براثن الفقر.
وانا هناك ,ابصرت رجلا يهرول ناحيتها يمسكها من ذراعها بعنف , وما ان دارت نحوه حتى تغير لونها فهذا هو البقال الذي يهددها بالمحاكمة ما لم تسدد ديونها حالا ثم امهلها اسبوعا بعد ذلك .شككت في ان هذا الرجل يملك قلبا حتى وان كان يملكه فسيكون قاسيا كالحجارة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المسيرة الخضراء

التدخين